الخريطة النهائية للجمهورية التركية التي أقرّها البرلمان التركي في أنگره (أنقرة) بعد إقرار معاهدة لوزان الثانية.

هذه الخريطة تقدّم بها المشير مصطفى كمال (أتاتورك) إلى الدول الأوروپية المتحالفة، التي كانت تحتل تركيا، كاقتراح لإنهاء الحرب سنة ١٩٢٣، مقابل اعتراف دولي بجمهورية تركيا التي ورثت محلّ الإمبراطورية العثمانية.
خلال الحرب العالمية الأولى تأسّست في وسط تركيا سنة ١٩١٦ وبقيادة المشير مصطفى كمال؛ جمهورية تركية باسم جمهورية أنگره (أنقرة) كردّ على انقلاب سنة ١٩١٥ في إستانبول (إسطنبول).
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى شرعت دولة أنقرة بما عُرف بحرب الاستقلال التركية من ١٩ أيار مايو ١٩١٩ حتى ٢٩ تشرين ثاني أكتوبر ١٩٢٣. وكانت مقاومة عسكرية وسياسية قادها القوميون الأتراك؛ ضد تقسيم قوّات الحلفاء للإمبراطورية العثمانية بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى. بلغت الحركة الوطنية التركية ذروتها في الأناضول بعد تشكيل الجمعية الوطنية الكبرى التي عبّأت الموارد بنجاح تحت قيادة مصطفى كمال.
ومنذ اندلاع حرب “التحرير” هذه وبرغبة من الجانبين، شرعت قيادة مصطفى كمال بمفاوضات مع الأسرة الملكية في الآستانة في إستانبول لتوحيد الدولتين وعودة العصمة إلى إستانبول، لكنّ أنگره وبدعم من فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، رفضت القبول بالملكية والعربية والإسلام، وعارضت كلّ المشاريع البريطانية، وتعنّتت على القومية العلمانية، ففشلت المفاوضات.

بعد القيام بحملات عسكرية لطرد القوّات اليونانية والأرمينية-الروسية والفرنسية والإيطالية والبريطانية، “أجبر” الثوّار الأتراك الحلفاء على التخلي عن معاهدة سيفر والتفاوض على معاهدة لوزان في تموز يوليو ١٩٢٣، والسماح للأتراك بالتالي بتشكيل جمهورية تركيا في الأناضول وتراقيا الشرقية في تشرين ثاني أكتوبر ١٩٢٣ مع:
استعادة أدرنة وإستانبول (إسطنبول) وجنق قلعة وإزمير من اليونان وبريطانيا،
واستعادة گيليكيا من إيطاليا،
واستعادة الأراضي الشرقية من أرمينيا (روسيا)،
وضمّ كورديستان، وكانت تحت انتداب مشترك بريطاني-فرنسي،
وضمّ جزء من الأراضي السورية (نصف دولة حلب) برضى فرنسي، وهي الأراضي المعروفة شيوعاً باسم الأقاليم السورية الشمالية.
مقابل التخلّي:
عن قبرص لبريطانيا،
وعن بقية تراكيا وسلانيك لليونان وبولغارستان (بولغاريا)
وعن بقية سوريا لفرنسا وبريطانيا،
وعن العراق لبريطانيا،
وعن بعض الجزر الغربيّة لإيطاليا (التي سلّمتها الأخيرة لليونان).
وعن ميناء المخاء في اليمن لبريطانيا.
تأخّرت بريطانيا بتسليم المضائق وكامل إستانبول وجنق قلعة حتى سنة ١٩٢٧، حين أعلن البرلمان التركي هذه الخريطة خريطة الأرض الوطنية للجمهورية التركية الوليدة.