الإعلانات

تسع طرق للبقاء على تواصل مع العالم في ظل التباعد الاجتماعي

منشورة كما هي على مدوّنة ليس اختياراً

تغيَّرت حياتنا كثيراً في الآونةِ الأخيرة بسبب ڤيروس كورونا المستجد، فقد أُلغِيت رحلات الطيران وحفلاتُ الزفاف وجميعُ التجمُّعاتِ الكبيرة، كُما وأُغلِقت المدارس والمطاعم والمرافقُ العامَّةُ في العديد من الدول حول العالم، وأصبحت العُزلةُ الوضعَ الجديد الذي علينا الالتزامُ به مهما طال الأمر.

ينصحُ الخبراءُ الناسَ بتطبيقِ “التباعد الاجتماعي” في جميع المناطق المُتضرِّرة، بغية احتواء تفشِّي فيروس كورونا كوفيد-19. يعني هذا تجنُّبَ الاقتراب جسدياً من الآخرين لتقليل انتقال العدوى من شخصٍ إلى آخر.

أظهرت الأبحاثُ التي أُجرِيت على الأوبئةِ السابقة أنَّ للتباعدَ الاجتماعي دوراً كبيراً في احتواءِ انتشار الأمراض المُعدِية؛ لكنَّنا مخلوقاتٌ اجتماعيةٌ بطبيعتنا، ومهما كان الشخصُ انطوائياً، فإنَّه يتوقُ إلى التفاعل الاجتماعي من حينٍ إلى آخر؛ كما تُظهِرُ الدراسات أنَّ الوحدةَ يُمكِنُ أن تحملَ آثاراً سلبيةً على صحَّتنا النفسية والجسدية، وليسَ من المُفترضِ أن نقضي أياماً أو أسابيعَ في مُشاهدة الأفلامِ أو مُتابعة المُسلسلاتِ على نتفليكس، دون التواصلِ مع الآخرين.

إذا كُنتَ تُعاني من حالةِ التباعد الاجتماعي المفروضةِ علينا حالياً، نُقدِّمُ لك 9 نصائح لمُساعدتك على التأقلمِ مع هذه الأوقات العصيبة:

1. تحدَّث مع صديق كُلَّ يوم

هذه عادةٌ جيدةٌ جداً عليكَ البدءَ بممارستها؛ فإذا كُنت تعيشُ وحيداً، فحاوِل أن تتحدَّث كُلَّ يومٍ مع أحد أصدقائكَ أو أفرادِ عائلتك.

مع أنَّ الرسائل النصية أو برامج المُحادثةِ قد تفي بالغرض، إلَّا أنَّك قد تُفضِّلُ غالباً سماعَ صوتهم، أو التواصل عن طريق مُكالمةِ فيديو من خلال تطبيق فيٓستايم مثلاً.

يقول استشاريُّ علم النفس “ڤيكتور ساندر” Viktor Sander: “أنتَ لستَ بحاجةٍ إلى مُقابلةِ شخصٍ وجهاً لوجهٍ تتواصل معه، بل يتعلَّقُ الأمر بالانفتاح المُتبادل بين الأشخاص، وتبادلِ الخبرات، وشعور كلِّ طرفٍ باهتمام الآخر”.

لذا يُمكنُ تحقيقُ ذلكَ عبر الهاتف أو عبر الإنترنت.

2. أرسِل رسالةً مكتوبةً بخطِّ اليد إلى شخصٍ تُحبُّه

سيستغرقُ الأمرُ وقتاً، لكنَّه يستحقُّ العناءَ بالتأكيد.

يُمكنكَ أن تستخدم لهذا الغرض بطاقةً بريديَّة، وتكتبَ عليها بعض العبارات اللطيفة، وتُرسلها إلى صديقكَ أو قريبك. ستُغيِّرُ هذه الرسالة من مزاج مُتلقِّيها، وربَّما تبدؤون مُحادثةً عن طريق الرسائل البريدية.

3. عزِّز تواصلك مع من يُشاركونكَ المنزل

يُشكِّلُ البقاءُ في المنزل يوماً بعد يومٍ تحديَّاً كبيراً لنا، فقد تغيَّرت حياتنا تماماً، ولم نعد نستطيع الذهاب إلى النادي الرياضي أو لقاءَ الأصدقاءِ لتناول العشاءِ خارج المنزل، وبتنا نفتقدُ الأحاديثَ الشيِّقة مع زملاء العمل؛ لذا يجبُ علينا ألَّا نُفكِّر فيما فقدنا، ونسعى إلى أن نكسبَ هذا الوقتَ الذي نقضيهِ في المنزل لصالحنا.

يُمكنكَ تعزيزُ علاقاتكَ مع الأشخاصِ الذين يُشاركونكَ المنزل، سواءً كانوا عائلتكَ أم صديقك أم أطفالك؛ كما يُمكنكَ أن تُنظِّفِ المنزل، وترتِّب الأمتعة، وتتبرَّع بما هو فائضٌ عن حاجتك؛ وعليكَ أيضاً أن تتجنَّب قضاءَ كلِّ الوقتِ في مُشاهدةِ البرامج التلفزيونية والأفلام عبر نتفليكس Netflix. حُلَّ الألغاز بدلاً من ذلك، أو العب الورق مع شريكِك في المنزل، واقضوا أوقاتكم في الحديث والمرح سوية.

هذا الوضعُ عصيبٌ واستثنائيٌّ على الجميع، لكنَّنا يجب أن نُحاول الاستفادةَ منه والبحثَ عن الإيجابيات، لا أن نقضيه في الحسرةِ وندبِ الحظ.

4. تواصَل مع أصدقائك الذين يُعانون القلقَ والاكتئاب

إنَّ العُزلةَ الاجتماعية صعبةٌ على الجميع، لكنَّها أكثرُ صعوبةً بالنسبة إلى من يُعاني من الاكتئاب أو القلق.

تقولُ كارولين مادن Caroline Madden، البروفيسورة والمُعالِجة النفسية المُرخَّصة في أمور الزواج والأسرة: “يدفعُ الاكتئاب الناس إلى الانعزال عن الآخرين، ويُمكن أن يدفعهم وجودُ جائحةٍ كهذه إلى الانغلاقِ على أنفسهم أكثرَ من أيِّ وقتٍ مضى”.

وتُضيف مادِن قائلةً أنَّ المُصابين بالاكتئاب يُفضِّلون التواصلَ عن طريقِ الرسائل النصية أكثر من المُكالمات الهاتفية؛ لذا فكِّر في مُراسلةِ صديقكَ وسؤالِه عن حالِه. يُمكنُ ألَّا تتلقَّ ردَّاً على رسالتك، لكن عليكَ الاستمرارُ في المُحاولة كي تُوصِلَ رسالتكَ الأهمَّ، وهي أنَّكَ تهتمُّ لأمرِ هذا الشخص.

من ناحيةٍ أخرى، عندما تتحدَّثُ مع الأشخاصِ القلقين، تجنَّب الحديث عن كلِّ ما يتعلَّق بفيروس كورونا. يعني هذا عدم التحدُّثِ عن إغلاق المطاعم والمقاهي على سبيل المثال؛ كما أنَّه من الهامِّ أيضاً تجنُّبُ الإفراطِ في السعادة والتفاؤل، حيث يعدُّ ذلكَ غيرَ داعمٍ لهم، فكما تقول “مادن”: “لا تحاوِل التقليل من شأن مخاوفهم عبر الإفراط في الإيجابية”.

5. اطلُب من أحد أفرادِ أسرتك أن يقرأ قصةً لطفلكَ قبلَ النوم من خلال تطبيق FaceTime

إذا كان أطفالُك مُعتادينَ على التفاعلِ الاجتماعيِّ مع أفراد العائلة والأصدقاءِ البعيدين حالياً، يُمكنكَ أن تطلبَ من أحدهم قراءة قصةٍ لهم عن طريقِ مُكالمة الفيديو التي يُتيحها تطبيق فيٓستايم facetime على أجهزة شركة آپل.

يقولُ الطبيب النفسي “جايمي زوكرمان” Jaime Zuckerman: “إنَّ فيستايم وسكايپ أداتان رائعتان للتواصلِ بصرياً مع الآخرين، فهما يمنحاننا التواصلَ العاطفيَّ الذي نحتاجهُ، عن طريقِ نقلِ تعابير الوجهِ ونبرة الصوت”.

6. استمتع بمُشاهدةِ عرضٍ افتراضيٍّ مع الأصدقاء

يُمكنكَ مُشاهدةُ العروض الجديدةِ على نيتفليكس من غُرفةِ معيشتكَ، دون الذهاب مع أصدقائكَ إلى صالةِ السينما.

تُوصي خبيرةُ العلاقات ومُستشارةُ الصحة العقليةِ “أدينا ماهالي” Adina Mahalli بذلك، وتقول أنَّ كلَّ ما عليكَ فعلهُ اختيار فيلمٍ أو عرضٍ ما مع أصدقائك، ومُشاهدتهُ في الوقت نفسه؛ كما يُمكنكَ بثُّ هذا الفيديو عن طريقِ خاصية Netflix Party على مُتصفِّحِ جوجل كروم Google Chrome، كي تُشاهد الفيلم في التوقيتِ نفسه مع أصدقائك؛ ويُمكنكم عند انتهائه إجراء دردشةِ فيديو جماعيةٍ للحديثِ عن تفاصيله.

تقولُ أدينا: “تُعدُّ هذه طريقةً رائعةً للحفاظ على التواصلِ مع الأصدقاء وكأنَّك تقضي الوقتَ معهم”.

7. شارِك في الحصص التعليمية الافتراضية:

لم تكن حياتنا قبل هذه الجائحةِ تقتصرُ على الدردشةِ مع زملاءِ العمل أو قضاء الوقت مع العائلة، بل كانت تتضمَّنُ نشاطاتٍ جماعيةً وتعليميةً عديدةً؛ لذا حافِظ على ذلك باتباع حصصٍ افتراضية.

تُدرِّسُ “جيسيكا ميرويتز” فصلاً افتراضيَّاً للحياكة، حيثُ يلتحقُ المُشاركون بالحصَّة التعليمية من خلال الإنترنت في التوقيت نفسه، وتُعلِّمهم جيسيكا وتُرشدهم في كلِّ خطوة، ليتمكَّن كُلُّ شخصٍ من التواصلِ مع المُشاركين من خلال اجتماعٍ فيديو عبر الإنترنت.

يُمكنك حالياً الالتحاقُ بالعديد من الفصول التعليمية عبر الإنترنت، مثل: دروس الطهي واللياقة البدنية، فضلاً عن العديد من الدروس التخصصيةِ الأخرى.

8. شارِك في مُجتمعٍ افتراضي

يُمكنكَ أن تكونَ مُشاركاً نشطاً اجتماعياً على موقع ريدّت Reddit مثلاً، حيثُ يحتوي على مجموعاتٍ عديدةٍ لأشخاص يتشاركون الاهتماماتِ نفسها، ويُمكنكَ انتقاءُ المجموعات التي تُناسبكَ والانضمامُ إليها كي تشعرَ بالتواصلِ مع المُجتمع بشكلٍ أقربَ للواقع.

هذا الموقعُ مُخصَّصٌ للجميع، حيثُ يحتوي على مواقعَ فرعيةً تُعنَى بكلِّ شيءٍ تقريباً، من الطبِّ إلى الماكياج إلى الطعام، وغيرها.

9. تعلَّم كيفُ تحبُّ العزلة

يشعرُ أغلبنا بعدم الارتياح في هذه العزلةِ الاجتماعية، فقد وجدَت إحدى الدراسات أنَّ الناسَ يُفضِّلون التعرُّض إلى صدمةٍ كُهربائيةٍ أكثرَ من الجلوس وحدهم مع أفكارهم السوداوية.

لكن على النقيضِ من ذلك، فقد وجدت دراسةٌ أخرى أنَّ الناس الذين يتأقلمونَ مع العزلة ويجدون الراحةَ فيها، هُم أشخاصٌ أكثرُ انفتاحاً وعقلانيةً وقناعةً، وهُم غالباً لا يميلون إلى الاكتئاب.

حاوِل أن تتأقلمَ مع العزلة وأن تتقبَّلَ أفكاركَ الخاصة، فهذا الوقتُ مُخصَّصٌ لك كي تنفتحَ على ذاتكَ وتهتمَّ بنفسك أكثر؛ لذا مارِس هواياتك، واذهب في نزهةٍ إلى الطبيعة، واعلَم أنَّ هذا الوقت العصيب سينتهي، فاستفِد منهُ ما استطعت.

المصدر

الإعلانات

تبرّعك يساعدنا على الاستمرار، ويدعم تطوير هذا المحتوى العلمي

مرة واحدة
شهري
سنوي

تبرّع لمرّة واحدة

تبرّع شهريّاً

تبرّع سنويّاً

اختر المبلغ

€5.00
€15.00
€100.00
€5.00
€15.00
€100.00
€5.00
€15.00
€100.00

دعمك لنا مفيد جداً.

شكراً جزيلاً لدعمك.

نقدر على الاستمرار بفضل دعمك.

تبرّعتبرّعتبرّع

تعليقات

أضف تعليق

الإعلانات

إنشاء موقع إلكتروني أو مدونة على ووردبريس.كوم