هذه هنا هي شجرة اللّغات “الساميّة” اعتماداً على تصنيف اللّغوي روبرت هيتزرون. ما رأيك بها؟

لتنزيل نسخة PDF لجودة أعلى انقر هنا go.monis.net/Hetzron


روبرت هيتزرون Robert Hetzron هو لغويّ هنگاري المولد، من يهود المجر. وُلد في بوداپست سنة 1938 وتخصّص في اللّغتين العبريّة والعربيّة، ونزح سنة 1956 وتنقّل في العديد من الدول الأوروپيّة ليستقرّ سنة 1960 في كاليفورنيا من الولايات المتّحدة الأميركية فيختصّ في اللّغات الأفريآسيويّة. ثمّ سنة 1972 نشر أعماله التي تضمّنت تصنيف هيتزرون لشجرة اللّغات الأفريآسيويّة (الساميّة) هذه. ومذ نشر هيتزرون أعماله صارت معتمدة في أغلب الجامعات التي تدرس اللّغات السامية حول العالم، عدا بعض الجامعات العربيّة والجامعة العبرية في القدس، اللاتي يعتمدن تصنيفات فرنسية وألمانية مختلفة. وجدير بالذكر أنّ أستاذ اللّغات القديمة ورئيس جمعية الآثاريين العرب: بهجت قبيسي، يعتمد تصنيف هيتزرون.
ويرى الأستاذ قبيسى أن الغرب فتّت العرب وقسمهم لقوميات عن قصد لأنهم أرادوا تمزيقهم من هويتهم الواحدة التى ميزتهم خلال فترات طويلة من تاريخهم، ففي سوريا ظهرت العديد من المشاكل منها؛ مشكلة الأكراد، ومشكلة أهل معلولا، وكذلك السريان، وقد تناول القبيسى فى كتابه الأكراد والنبي. وأنصح بقراءة هذه المقابلة مع الأستاذ القبيسي.
كان هيتزرون إذا لم يجد مصطلحات معتمدة، يبتكر مصطلحات بناء على اسم الدولة التي اعتمدت اللغة في تاريخها. مثلاً البابلية الحديثة نسبة إلى الإمبراطورية البابلية الحديثة، والتي تختلف عن البابلية القديمة التي كانت مجرّد لهجة أگّديّة؛ أو ناتج عن اندماج الأگّدية بلسان المورو.
كذلك، رفض هيتزرون فرضية قِدم اللّغة العبريّة، وقال أنّها لهجات تطوّرت مع المجتمعات اليهوديّة وفقاً للغاتها المحلّية، أي أنّه ممّن قالوا أنّ قراءة التوراة تغيّرت إلى قراءات بناء على تبنّي مجتمعات مختلفة للديانة اليهوديّة… عموماً هذه فرضيّة تتوافق مع فرضيّة الشتات العبري. والعبرية المعاصرة التي تعتمدها كنس إسرائيل هي السفارديّة وليدة مدينة غرناطة، ورفضها كلّ اليهود الشرقيّين قبل تأسيس إسرائيل، ولم يفهمنها.

وليس لهيتزرون دور في ابتكار مصطلح لغات ساميّة، إنّما هو استعمل المصطلحات المعتمدة في الجامعات الأميركيّة التي درس ودرّس فيها. إنّما مبتكر تسمية لغات ساميّة هو الألماني لودڤيگ شلوتسير حوالي سنة 1770… نهاية القرن 18 لم يقدر لودڤيگ شلوتسير على تقبّل فكرة قِدم اللّغة العربيّة في عمق التاريخ، ولم يتقبّل أنّ لغات الحضارات القديمة في المشرق هي لهجات تنتمي جميعاً إلى النسخة الأحدث منها: اللّغة العربيّة. لذا، وأثناء دراسته لتاريخ الشعوب التي تتحدّث لغات على قرابة باللّغة العبريّة، وأمام عجزه عن إنكار أنّ جميع هذه اللّغات ما هي غير لهجات من لغة أمّ واحدة، اخترع اسماً جديداً لهذه اللّغة الأم، هو (شيميتيش) Semitisch نسبة إلى {شيم} سام بن نوح، فقط كي لا يسمّيها باللّغة العربيّة الأم، طالما أنّها بنت شبه الجزيرة العربية.
ولودڤيگ شلوتسير August Ludwig von Schlözer هو مؤرّخ إنجيلي وپيداغوجي ألماني من أعضاء مجموعة مدرسة گوتّينگين Göttingen لدراسة التاريخ التي كانت تعمل ضمن أقسام جامعة گوتّينگين وسط ألمانيا المعاصرة في زاكسونيا. هذه المجموعة أدّت دوراً أساسياً في إنشاء قواعد الدراسات التاريخية في المنظور الأوروپي، ومسؤولة كذلك عن صياغة مجموعتين معياريّتين من المصطلحات في العنصرية “العلميّة”. الأولى هي مجموعة بلومينبَخ Blumenbach وماينيرز Meiners التي تصنّف الأعراق على أساس الألوان: قوقازي للعرق الأبيض، مونگولي للعرق الأصفر، مالاي للعرق البنّي، إثيوپي للعرق الأسود، وأميركي للعرق الأحمر… وعلى أساس هذه التصنيفات صيغت الكثير من الفرضيّات والقوانين العنصرية التي أدّت إلى التمييز بين الشعوب على أساس لون البَشَرَة. والثانية هي مجموعة مصطلحات ثلّة گاتّيرير Gatterer وشلوتسير Schlözer وآيكهورن Eichhorn وهي المجموعة التي تسمّى اليوم بالمصطلحات المقدّسة، أو مصطلحات الأعراق في الكتاب المقدّس. وهي: سامي، حامي، ويافثي. وأثبت العلم اليوم أنّها جميعاً خرافة ولا يمكن تصنيف الأعراق بناء عليها. سيّما مع سقوطها أمام علم الجينات.
هل تتّفق مع هيتزرون وترى أن تصنيفه صائب على مسار التاريخ؟ أم هل يلزمه تعديل وتصويب؟
اترك تعليقًا