كما هي منشورة على أوكرانيا برس
إبراهيم بك تشاكابايف Mulla Muhammad Ibrahimbek Chaqaboy toqsabo oglu (1889- 1932م): قائد عسكري أوزبكي، قاد مجموعات مسلحة للنضال ضد البلاشفة، ولمع نجمه بعد سيطرة البلاشفة على إمارة بخارى عام 1920م، وهروب أميرها الأمير مير عالم خان (1880- 1944) إلى أفغانستان.

Mulla Muhammad Ibrahimbek Chaqaboy toqsabo oglu
إبراهيم بك هو أحد قادة حركة “باصْمَتشي” أو “قورباشلر” أو “المجاهدين”: وهي حركة سياسية عسكرية نشأت في آسيا الوسطى ضد الحكم الشيوعي، ضمّت في صفوفها مجموعات ذات توجهات قومية وإسلامية، وصلت لذروة قوتها بين أعوام 1918- 1922م، وبلغ عدد أفرادها 150 ألف مقاتل عام 1920م.
ولد إبراهيم بك في عائلة تنتمي إلى إحدى أكبر قبائل بخارى قبيلة ” لوكاي”، وكان والده زعيما لإحدى القرى، وضابطا في جيش أمير بخارى، وعلى خطى والده دخل إبراهيم بيك في خدمة أمير بخارى.
قاد بين عامي 1924- 1925 مجموعة من رجال القبائل والمقاتلين في شرق إمارة بخارى (طاجكستان اليوم) ضد البلاشفة وأنصارهم، ولكنه انهزم في يونيو عام 1926م، وانتقل بعدها إلى شمال أفغانستان، ومنها شن هجمات مسلحة منظمة على القوات الشيوعية المتواجدة في الأراضي الأوزبكية والطاجكية، وقد زادت قوة ونفوذ إبراهيم بيك في أفغانستان حتى خشي منه ملك أفغانستان محمد نادر شاه (حكم بين عامي 1929- 1933م)، واتفقت الحكومة الأفغانية مع الإتحاد السوفيتي على القيام بإجراءات مشتركة للقضاء نهائيا على إبراهيم بك وقوات البصمتشي، وبين عامي 1929- 1931م تم إرسال عدة قوات عسكرية كبيرة من الطرفين الأفغاني والسوفيتي، والتي دمرت قواعد البصمتشي وأحرقت قراهم وقضت على آلاف الرجال منهم.
وفي أبريل من عام 1931م عبر ابراهيم بيك الحدود السوفيتية الأفغانية بكتيبة قوامها 1500 مقاتل، ولكن بعد معارك طاحنة مع الجيش الأحمر فقد ابراهيم بيك أكثر من 1200 من جنوده وأُعتقل العشرات واستسلم الباقي، وقد أُسر إبراهيم بيك بعد إصابته في هذه المعركة، ثم حوكم وأعدم فورا في طشقند بتاريخ 13 أبريل من عام 1932م. وبذلك خسرت البصمتشي أحد قادتهم الكبار، ورغم ذلك استمروا في صراعهم ضد الشيوعيين في آسيا الوسطى حتى العام 1942م تقريبا.
هل طالبت طالبان بحقوق إبراهيم بيك ورفاقه؟!
وقد اعتبر إبراهيم بك مع رفاقه في الأدبيات السوفيتية مجموعة من المجرمين والخونة والرجعيين وقاطعي الطرق، وبعد مرور 30 سنة على استقلال جمهورية أوزبكستان برّأت المحكمة العليا هناك في جلسة مفتوحة بتاريخ 25 أغسطس من عام 2021م عدد 115 شخصا من حركة الباصمتشي، الذين تعرضوا للإعدام والسجن والقمع في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين على يد الشيوعيين، وأسقطت عنهم جميع التهم التي وجهت لهم في العهد السوفيتي.
واللافت للنظر أن قرار المحكمة هذا جاء بعد سيطرة حركة طالبان على مدينة كابول في 15 أغسطس، خاصة وأن بعضا من قواد ومقاتلي الحركة هم من قومية الأوزبك -ومن أحفاد مقاتلي البصمتشي- الذين يقطنون شمال أفغانستان، فهل كان لهذا الحدث دور في الإعتراف بنضال وجهاد هذه المجموعة من الأوزبك؟!
لقد كان إبراهيم بيك رجلا شجاعا وعنيدا وحكيما، ورفض الإنصياع لأي جهة، وكان هدفه الأهم هو تحرير بلاده من سطوة الشيوعيين، لذا يعتبره العديد من المؤرخين بطلا قوميا.
اترك تعليقًا