حين تحوّل السريان إلى المسيحية في القرن الثالث صارت لهم الكنيسة السريانية. بلادهم آنذاك كانت تحت الحكم الپارثي (الپهلوي) وعاصمتها الكوفة واسمها بالساسانية والپهلوية أسورإستان، وبالسريانية بيت أرَمايى، وبالعربية الجنوبية سوريا أسوة بالإغريقية. وكان أغلب أهلها من تغلب وعليهم قبيلة إياد.
بدأ انتشار المسيحيّة في سوريا الأشكانية (الپهلوية) خلال القرن الثاني، وعرف العالم أوّل كنيسة في التاريخ في مدينة دورا أويروپوس على الحدود الشمالية الغربية لأسورإستان، حين قدّمت أميرة المدينة بيتاً لها ليصبح كنيسة للمسيحيّين سنة 233. ثمّ دمّر الساسان المدينة سنة 256 فانتقل مركز الكنيسة إلى مدينة الرصافة القريبة على حدود عرب إستان. سنة 299 صارت الرصافة مع نصف عرب إستان الغربي ملكاً للرومان ومذّاك بدأ انتشار المسيحيّة في الإمبراطورية الرومانية، إلى أن صارت ديناً رسمياً للدولة سنة 321.

الكنيسة الأولى سنة 233، انتقالها إلى تحت الحكم الرومانية في الرصافة بعدها بـ66 سنة. ثم اعتمادها دين روما الرسمي بعدها بـ22 سنة. استغرقت رحلة المسيحيّة من الكنيسة المنزلية إلى الإمبراطورية 88 سنة.
مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الإمبراطور فيليپ العربي حاول اعتماد المسيحية في روما سنة 244 وقُتل على إثرها، وكان ذلك بعد عشر سنوات من تأسيس أوّل كنيسة في دورا أويروپوس على الفرات.
أسور إستان (سوريستان) وهي نفسها بيت أرَمايى ܒܝܬ ܐܪܡܝܐ وهي كذلك مملكة بابل وبابيل والإرخ والكرخ وعراق. وهذه الأخيرة تسمية بلسان طيء معناها نهر أو أرض مروية بنهر. أطلق الپهلويّون على أهلها تسمية آسوريگ (آسوريچ) وأطلق عليهم العرب تسمية سوريان. وكان على رأسهم قبيلة إياد العدنانية، وعاصمتها سوريستان هي اليوم مدينة الكوفة في العراق. وأطلق الساسان على الوحدة الإدارية الشاملة لسوريستان الكبرى تسمية بيه قُباد (ڤيه كَڤات، بيه جواد) وهي اليوم مدينتي الكوفة والنجف وضواحيهم.
عرب إستان (عربستان) عرفها السريان باسم بيت عربايى وعرفها الپهلويّون باسم أرواستان (أروى إستان، أرڤه ستان) ومذكورة في بعض المصادر العربية باسم عرفه وعربه. وكانت عاصمتها نِسِبِس وهي اليوم مدينة نصيبين في تركيا.
كانت المسيحية في بدايتها ثورة عربية على الحكم الپهلوي الأشكاني الأجنبي، قمعها الساسان بالتدمير، فهربت إلى الرومان. فالمسيحية السريانية الرسمية هي بنت العراق المعاصر، لا فلسطين ولا سوريا المعاصرة.