عنوان الخارطة الأصلي بالعثمانية: سويش بوغازى واطرافلريند خريطه سى.
الترجمة إلى العربية: خارطة قناة السويس وأطرافها.
وكان اسم قناة السويس آنذاك سويش.

راسم الخارطة هو الجغرافي الألماني إرهارد شيبلِه Erhard Schieble ومعروف في المراجع الفرنسية باسم جوغجي إغارد Georges Erhard وحمل الجنسيّتين الفرنسية والألمانية. قمت بتنظيف الخارطة باستخدام فوتوشوپ لإزالة أثر تقادم الورق.
الخارطة مطويّة وجزء من كتاب بنفس العنوان حمل غلافاً أحمر، واحتوى على معلومات عن كل المناطق المحيطة بقناة السويس. ووزّعته الحكومة العثمانية كهدية دبلوماسية للاحتفال بافتتاح القناة، ووُزّع الكتاب للمسؤولين العثمانيين ورجال الأعمال ذوي المصلحة في مستقبل القناة. الكتاب طبعته في پاريس سنة 1869 مطابع مونغوك (الفراشة) Monrocq بمقاسات 17×12 سم.
تغطّي الخارطة النصف الشرقي من دلتا النيل، القناة وتمتدّ شرقاً إلى أطراف شبه جزيرة سيناء، مع مسار قناة السويس في الجانب الأيمن، والقاهرة في أقصى اليسار. تستخدم الخارطة الطريقة المتألّقة للطباعة الحجرية الملوّنة المفضّلة في فرنسا في ذلك الوقت (ما كان من شأنه بالتأكيد أن يجذب الأذواق العثمانية)، حيث تظهر الأراضي المنخفضة في النيل بتدرّج أخضر غني، والصحاري بلون أسمر دافئ، بينما البحار زرقاء. حُدّدت كل مدينة وبلدة وقرية برموز برتقالية زاهية، بينما تمّ تحديد جميع خطوط السكك الحديدية. تظهر قناة السويس محاطة بسدود برتقالية زاهية، بينما تمّ تحديد المدن الجديدة المبنية حسب الطلب وهي بورسعيد والإسماعيلية والسويس.
يُظهر الجزء الداخلي، في الوسط السفلي، خارطة للعالم تعرض الموقع الحيوي الاستراتيجي للقناة، باعتبارها حلقة الوصل النهائية للتجارة العالمية. يحدّ الخارطة زخارف مصرية رائعة، بما في ذلك أهرامات الجيزة والمسلّات وأبو الهول وميناء الإسكندرية. وفوق كل ذلك تكريم للإمبراطوريّة العثمانية، حيث يتوّج النجم العثماني والهلال التركيبة.
طباعة هذه الخارطة بالنص التركي العثماني أمر غير عادي، فهي الخارطة الوحيدة الكبيرة الصادرة لقناة السويس بالعثمانية. في عام 1869، كانت مصر بحكم القانون جزء من الإمبراطورية العثمانية، مع أنّها كانت تعمل كدولة مستقلّة بحكم الواقع منذ الحروب الناپليونية. نتيجة لذلك، وبينما تمّ بناء القناة على ما كان يُعتبر من الناحية القانونية أراضي عثمانية، أعطى السلطان عبد العزيز (حكم من 1861 إلى 1877) موافقته المبدئية على المشروع في عام 1866، حين كان المشروع في مراحله الأخيرة. وكانت المصالح الفرنسية هي من بنت قناة السويس لتستحوذ عليها لاحقاً بريطانيا.
جعلت قناة السويس البحر الأحمر فجأة، والذي كان بحيرة عثمانية يهيمن عليه العثمانيون سابقاً، أحد أكثر ممرّات النقل العالمية ازدحاماً في العالم، ممّا زاد بشكل كبير من اهتمام القوى الأوروپية بالمنطقة. في الواقع، وفي أعقاب اكتمال القناة مباشرة، أنشأت بريطانيا وفرنسا وإيطاليا قواعد استعماريّة دائمة على طول سواحل البحر الأحمر، في الأماكن التي اعتبرها العثمانيّون ضمن منطقة نفوذهم المميّزة. كما دفعت قناة السويس بريطانيا إلى ضمّ مصر بحكم الأمر الواقع عام 1882، ممّا أدى إلى إنهاء الدور السياسيّ للعثمانييّن في البلاد.