في مثل اليوم 2 كانون الثاني يناير من سنة 1492 انتهى في غرناطة حكم العرب وانتقلت أسرة بنو نصر منفية إلى فاس في المغرب. وبنو نصر أو النصريّين هم المشهورون بلقب بني الأحمر. أسرة ذات نسب نبيل يمتدّ فيه جذر النبالة حتّى القرن السابع قبل الميلاد ويعود إلى ملك سبأ كربئيل وتر بن ذمر علي. وبنو نصر أصولاً من الخزرج من الأزد من طيء. استقرّوا في المدينة المنوّرة يثرب في القرن الثاني بعد الميلاد، ثمّ لمّا صار حكم إبيريا للعرب تأمّر أمير منهم على أراگون سنة 792 وأسّس السلالة الأوروپية من الخزرج.
سنة 1230 أعلن الأمير محمّد الخزرجي نفسه سلطاناً على غرناطة وتأسّست السلطنة النصريّة جنوب إبيريا، والتي شملت على إمارات غرناطة وجَيَّانَ ومُرسِيَة وشاطبة (خاتيڤا) وبَلَنْسِيَة ومالقة وألمرية وسبتة.
سنة 1243 وافق النصريّون على نزول السلطنة تحت الحماية القشتالية وصارت لغتها الإسپانية لغة ثانية في بدن الدولة العربيّة. مع ذلك تحالف النصريّون مع المرينيّين في المغرب لضمان استمرار وجود الإسلام في بلادهم، وعدم زوال ملكهم. فصارت غرناطة إمارة بينيّة؛ جسر ما بين قشتالة والمغرب. وكذلك ساحة لمعارك المغرب وقشتالة في حرب باردة بالوكالة.
سنة 1465 زال حكم سلاطين المرينيّين عن المغرب وزال بالتالي سند النصريّين الأفريقي. ولمّا أخفقوا في العثور على حليف مسلم يوازي ما كان من المرينيّين، ولمّا غرق الوطّاسيون في صراعاتهم الداخليّة، فقدت غرناطة كلّ سند، وزالت سريعاً من الوجود. وقد خاف القشتاليّون من تحوّل غرناطة إلى قوّة عثمانية على أرضهم، أكبر إمبراطوريّات المتوسّط في ذلك الوقت وأشدّ أعداء الإسپان.
هذه الخارطة هنا هي لإمارة غرناطة سنة إعلانها 1230 وقبل خسارة قرطبة وإشبيلية وبَلَنْسِيَة. وأنصحك هنا بقراءة تدوينتين. الأولى هي تدوينة پروپگندا سقوط الأندلس التي أتحدّث فيها باختزال عن تاريخ سقوط الأندلس كلّها. والثانية هي تدوينة عبد العزيز بن موسى ملك القوط الغربيّين التي أتحدّث فيها عن پروپگندا فتح الأندلس.

عبد العزيز بن موسى ملك القوط الغربيين
ومن المهمّ أن نتذكّر أن سقوط غرناطة ما كان مجرّد سقوط حكم إسلامي في إبيريا، إنّما كان إبادة جماعية وتطهير عرقي نال مجتمعاً أوروپاً، انتهى بإكراه الناس على تغيير أديانها وهويّاتها الثقافية، وطرد الطوائف التي خالفت طائفة الحكم من بلادها. وفي منظوري، لا تختلف فعائل القشتاليّين عن ما فعله هيتلر في النصف الأوّل من القرن العشرين.