وهي آخر الخرائط المنشورة على مستوى دولة قبل الغزو.
الخريطة خريطة أطلس منشور في پاريس سنة 1827 وعلى نفقة الحكومة الفرنسيّة. فهو كان الأطلس الرسمي لمكاتب أعضاء الحكومة الفرنسيّة. وهي خريطة عامّة للجزء الشمالي الغربي من أفريقيا، حيث تظهر هذه البلدان بحدودها الرسميّة في سنة رسم الخريطة: مملكة المغرب بالأحمر، وإيالة الجزائر بالأخضر، ومملكة تونس بالأصفر الداكن، وإيالة طرابلس وفزّان بالأزرق، ومنطقة الصحراء الكبرى بالأصفر، وهي المتنازع عليها آنذاك ما بين القِوَى المتنافسة السلطنة العثمانيّة والمملكة المغربيّة وفرنسا؛ التي ورثت هذا التنازع مذ احتلّت قوّات ناپليون إسپانيا سنة 1808.
والخريطة اليوم من مقتنيات مؤسّسة داود رُمزي David Rumsey للخرائط. راسمها هو الجغرافي الفرنسي {لويس ڤيڤيان سان ماغتان} Louis Vivien de Saint-Martin. واشتغل أستاذاً في جامعة پاريس وكان أمين السر العام للجمعيّة الجغرافيّة الفرنسيّة، ثمّ اشتغل سفيراً لفرنسا في المكسيك من سنة 1831. كما أنّه اشتغل لمصلحة حكومة ملكيّة يوليو الفرنسيّة، وألّف أوّل كتاب في التاريخ العام للثورة الفرنسيّة، صوّرها فيه بروح ليبراليّة، وسرد تاريخ ناپليون… تقريباً، كلّ المصادر التالية بغير اللّغة الفرنسيّة أخذت عن كتب لويس ڤيڤيان.
ومختصر الأحوال السياسيّة في منطقة الخريطة سنة 1826:
طرابلس كانت إيالة عثمانيّة تأسّست سنة 1551 باسم {طرابلس غرب}. وفي تلك السنة 1826 كانت تحت حكم {يُوسُف باشا القره مانلي}، وهو تركماني قرماني من السلالة القرمانلية، من كيليكيا المعاصرة.
تونس كانت إيالة عثمانيّة اسميّاً تأسّست سنة 1574، ومملكة مستقلّة عمليّاً (بايليك) تحت حكم {حسين باي الثاني} من سلالة الحسينيّين، وهم أتراك من جزيرة كريت.
الجزائر كانت إيالة عثمانيّة تأسّست سنة 1516، وفي تلك السنة 1826 كانت تحت حكم {الداي حسين} وهو تركي من مواليد إزمير، وضابط مدفعيّة.
فزّان كانت سنجق لإيالة عثمانيّة تأسّست في القرن 17، وكانت تحت الحكم العسكري العثماني المباشر وتخضع لإدارة القسطنطينيّة. وكانت هي القاعدة التي تتدخّل منها العثمانيّة في شؤون المنطقة الصفراء في الخريطة، وفيها أكبر القواعد العسكريّة العثمانيّة في أفريقيا.
الصحراء الكبرى كانت دولاً مختلفة أغلبها تأسّست بمساع مغربيّة، وأكبرها {باشوية تمبكتو} وهي ولاية لامبراطوريّة السلطنة الشريفة تأسّست خلال القرن 16 خلال حكم السعديّين ثمّ حكمتها المغرب ما بين القرنين 18 و 19 بقوّات من الطوارق، في إطار التنافس المغربي-العثمان-الإسپاني ثمّ الفرنسي على المنطقة. وكانت سنة 1826 هي آخر سنة من الحكم المغربي لتمبكتو، وهو سبب رسم هذه الخريطة.
مدوّنة البخاري 
اترك تعليقًا