تأمّل تفاصيل النقش جيّداً، انظر الجنبيّة على جنب الوعل، والشمس تطلع بين قرنيه. ألا يتطابق بسماته مع الوعل المقدّس في مصر واليمن؟

الصورة اليُسرى للوحة عُثر عليه في بيت صيدا قرب طبريا في الجولان.
الصورة اليُمنى للوحة من سوريا كذلك ومحفوظ في متحف دمشق الوطني.
هذا الرمز صنعه العرب في الكثير من معابدهم القديمة في شمال شبه الجزيرة العربيّة تجسيد لمعبودهم بعل أداد. وهو المعبود الذي عبده أجدادنا المورو (العموريّين) في أُگاريت (أوغاريت)، وفي أگّد، وفي بابل، وعبده الحثّيّين والكنعانيّين والسومريّين، وكلّ أهل العراق من المورو… وتجد من هذه اللّوحات الحجريّة العشرات مترامية في أطلال المدن القديمة في سوريا والعراق والأردن وفلسطين ولبنان وشمال المملكة السعوديّة كذلك.

في أُگاريت كان اسمه 𐎅𐎄 حَدُّ (حدّو)
في أگّد 𒀭𒅎 هَدّاد، حدّاد، أداد
في السومريّة 𒀭𒅎 إشكُر
في الحثّيّة 𐎚𐎘𐎁 طيشُب، تيشُپ، طِشُّپ، طَرخُن، طرخون، تارهُنت، تَرُ، تَور، تَورو، والاسم الأقدم تَرخُنزَس.
في الكنعانيّة حمل أسماء مختلفة، منها: پِدَر، رَپيُ، بعل زيفون، بَ-إيل، أو بعل فقط بمعنى سيّد (رب).
هذه اللّوحات الحجريّة من الفترة التي كانت فيها الشام تحت حكم المملكة البابليّة، التي كانت بدورها جزء من الإمبراطوريّة الأسوريّة ثمّ الأخمينيّة، ما بين القرنين 8 ق.م و 4 ق.م. وعدّه الناس آنذاك ربّ العواصف والرعد والبرق وسحب العواصف، وعدّو العاصفة غضب من الله يقوم بتنفيذه بعل أداد. ولقّبوا سُحب العواصف {جِداء أداد}… وعلى الرغم من أنّ الشكل في هذه النقوش لا يشبه غير الوعل، لكن مع ذلك فسّره الأوروپيّون بناء على نصوص الكتاب المقدّس بأنّه عجل، ونقلنا عنهم!