يشرح الفراهيدي في كتاب العين أنّ قَوْسُ قُزَح: طريقة مُتَقوِّسة تبدوُ في السَّماِء أيامَ الربيع بعد غبّ المطر. وسمّى انحناءة قوس قزح بالقُسْطانيّة. وقال أنّ العرب سمّت صاحب القُسْطانيّة الدُجن، وإذا غضب صار مَلْبَدا أي مُتلبّد. ودُجن هذا هو ذاته المعبود داگون 𐤃𐤂𐤍 الذي عبده الفنيقيّون وعبده عرب أُگاريت وبابل والسومريّين من قبلهم باسم دَجَن 𒀭𒁕𒃶 (دَگَن).

غير أنّ مجموعة أخرى من الفنيقيّين والآراميّين عبدته باسم أپكَلُّم كربّ للقمح، وهو نفسه الإله أبگل (أبجل) 𒉣𒈨 في العهد الأگّدي الذي ابتدع السومريّون عبادته وصوّروه بشكل رجل نصفه سمكة.
في العربية قديماً؛ قُزَح من أسماء الرعد، وفي الماضي عبد عرب الحجاز وسهل تهامة ربّاً للمطر أسموه قُزح، وكان معبده في مزدلفة مكّة ويُسمّى {حرم قزح}، وكان له عيد سنوي في يوم الاعتدال الخريفي يسمّى يوم القزل أو قوزال… قوس قُزح تقصد هذا الإله. ثمّ، في العهد السلوقي؛ لمّا عبد بعض عرب طيء هيرا؛ ربّة الوقيعة بين الأزواج، اعتقدوا أن قزح ينسج قوساً لهيرا لكي ترسل عليه أوامرها بالعقاب إلى الأرض. بالتالي صار قزح من جماعة عقاب البشر ومن ملاعين الشيطان.
لكن في البداية كانت الصلاة لقزح هي صلاة الاستسقاء، ولمّا اقترن بدُجن فقد كان ربّ الخير لأنّه يمنح الناس المطر. وكان اسم جبل عرفة قديماً جبل قزح، وتقام عليه صلاة قزح، وتحجّ العرب إلى الجبل لشكر قزح على المطر، قبل تغيير اسمه إلى جبل عرفة. وكانت الناس تصلّي في مواجهة غروب الشمس واضعين حرم قزح في قبالتهم. وما يلفت النظر في هذا اليوم أن الشمس تشرق عند الدرجة 90 تماماً فيعرفون هكذا نقطة الشرق الحقيقي بدقة. ثمّ تغرب الشمس في نقطة الغرب الحقيقي تماماً.
شرح الفيروزآبادي في كتابه القاموس المحيط الظروف الخُضُلَّةٍ (أي الخير) في حياة الرجل، فقال هي: النَّعْمَةُ، والرِّيُّ، والرَّفاهِيَةُ، والزَّوْجَةُ، وقَوْسُ قُزَحَ… وكانت العرب اليمانيّة قديماً قد سمّت يوم قزح بيومُ خُضُلَّةٍ أي يومُ نَعيمٍ. وقال الفيروزآبادي أنّ العرب سمّت قُزح بالضم لتلوّن قوسه، من صُفْرَةٍ وحُمْرَةٍ وخُضْرَةٍ… ففيه كلّ أوجه الخير الخُضُلَّةٍ ينزلها على الأرض بالمطر.
وشرح ابن فارس في كتابه مقاييس اللّغة أنّ الْقَزَلُ هُوَ أَسْوَأُ الْعَرَجِ. يُقَالُ مِنْهُ قَزِلَ يَقْزَلُ. (وهي رقصة استسقاء المطر في يوم قزل). وأضاف أنّ قَزَحَ كلمة تدُلُّ عَلَى اخْتِلَاطِ أَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ وَتَشَعُّبٍ فِي الشَّيْءِ. مِنْ ذَلِكَ الْقَزْحُ: التَّابَلُ مِنْ تَوَابِلِ الْقِدْرِ. يُقَالُ: قَزِّحْ قِدْرَكَ (أي حسّنه، ملّحه). وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: مَلِيحٌ قَزِيحٌ. والْقُزَحَ: الطَّرَائِقُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: قَوْسُ قُزَحٍ، الْوَاحِدَةُ قُزْحَةٌ (أي اللّون).
وذكر ابن فارس أنّ من أسماء قَوْسُ قُزَحَ عند العرب؛ النُّدْأَةُ، وهي كذلك الْحُمْرَةُ الَّتِي تَكُونُ فِي الْغَيْمِ نَحْوَ الشَّفَقِ. لهذا سمّت بعض العرب صلاة غروب الشمس بساعة النُّدْأَةُ.

اترك تعليقًا