أشو. يستعملها بعض العرب بصيغة استفسار واستنكار، مثلاً: {أشو طابخين اليوم؟} أو {أشو! كنّي قالبة عليك الخزانة اليوم}. وترجمة أشو الدارجة إلى الفصحى سهلة نوعاً ما، بإقرانها بالتركيب {أي شيء؟} فهل هو أصلها؟
في الواقع، {أشو} مركّبة من قطعتين، هنّ: {همزة الاستفهام أوَ} + {كلمة شِي}، وهي من تراكيب مضر وربيعة، وبالأخص تغلب.
وهمزة الاستفهام أوَ معروفة، وتسمّى كذلك بهمزة أو ألف الِاسْتِنْقَاهُ. كما ورد عن اللّحياني في القرن التاسع، وخصّ بالِاسْتِنْقَاهُ أهل المدينة المنوّرة، إذ كان فيها مدرسة نحو لها. وسمّاها سيبويه بألف الاستفهام بينما خصّها الفراهيدي باسم همزة الاستفهام وجعلاها في {باب أوَ} وهذه هنا مربط فهمنا لتأصيل {أشو}.

في اللّغة العربيّة حرف شِ هو كلمة بحدّ ذاته وهو أصل كلمة شيء. الياء مضافة، والهمزة الأخيرة مضافة كذلك. أمّا حرف شِ وَحْدَهُ كلمة تعني شيء دون الحاجة للإضافات. واليوم، ولو أنّ استعمالها قلّ في العربية لمصلحة التركيب شيء. غير أنّها لم تزل بنفس معناها في الكلمات التي ترد فيها، كجزء من تركيب.
مثلاً: التركيب {مش} هو في الأصل {مَ+شِ} أي {ما+شي} أي {ليس شيء}. ولم تزل بعض قبائل ومناطق الشام واليمن والعراق والمغرب تقول مَ-شِ هكذا دون مدّ الحركات فيها إلى ما-شي كما يفعل أهل دمشق مثلاً. وعدم المدّ هو الأصل في اللّغة العربيّة، ثمّ صار المدّ للتوضيح، أي التفصيح. وقد أبدع الفيروزآبادي في تصنيف كلمات العرب على أصلها ما قبل الإضافة، فوضعها في القاموس المحيط مرتّبة في أبواب على أصلها، ثمّ مرتّبة في فصول متفرّعة عنها، وفق الإضافة.
في كلمة {أشو} أزيحت واو همزة الاستفهام {أوَ} ونُقلت إلى ما بعد كلمة شِ التي تقوم مقام {شيء}. فصار المستفسر وبدلاً عن أن يقول أوَشِي (أوَ+شيء) يقول أشو (أ+شِ+و) يقصد أي شيء؟
وعليه، فإنّ التركيب {أيّ شيء؟} ليس أصل لكلمة {أشو} إنّما هم كليهم من أصل سابق هو {أوَ+شِ}.
اترك تعليقًا