في استبيان البنطال في مجموعة معجم اللهجات العربية، واسمه الذي كان سبباً للكثير من حروب جلسات الشاي والكنافة، اختار 66% من المصوّتين لفظ اسمه بصيغة بنطلون، واختارت أقلية الـ33% لفظ اسمه بنطرون… وأنا، كواحد نشأ في بيوت هذه الأقلية، وقد هداني الله واستنرت بلفظة بنطلون، أنصحكم إخوتي الأقلية الاهتداء بسواء سبيل الأغلبية والانصلاح في بناطيلكم، بنطلوناتكم، بناطلينكم، بناطلكم… ولا بدّ من الحديث هنا في أصل هذه الكلمة العجيبة.
الكلمة بنطلون التي عُرّبت بنطال ليست عربية، إنما هي إيطالية.
بنطلون عن العثمانية پانتالون عن الفرنسية pantalon عن الإيطالية pantalone
والتسمية پانتالونه هي في الأصل عن تسمية الشخصية الخرافية پانتالون النقّاق Pantalon de’ Bisognosi. التي يُفترض أنها جسّدت شخصية تاجر البندقية Piantaleoni. وفي القرون الوسطى المبكّرة انتشرت مسرحيات ارتجالية تستعمل شخصية پانتالون النقّاق استعارة وكناية لانتقاد رجال الحكومة والسلطة، دون الإشارة الصريحة إليهم. وكان پانتالون غالباً ما يرتدي ثياب ضيّقة حمراء، تشبّهاً بالشيطان.
بعد عرض سلسلة مسرحيات مرتجلة في إيطاليا عرضت شخصية پانتالون انتشرت موضة ارتداء الرجال لسراويل ضيّقة تشبه ثيابه وباسم پانتالونه، ووصلت الموضة فرنسا في القرون الوسطى ومنها إلى الإمبراطورية العثمانية، وصار تمييز السروال الضيق باسم پانتالون تمييزاً عن الشروال (السروال) الفضفاض التقليدي.
وفي المشرق انتحلت الناس كلمة بنطلون عن پانتالون العثمانية، ثم انتحلت كذلك بنطرون بإبدال اللام راء…
هدانا وهداكم الناس بنطلون أنيق، وهذه شهادتي.
اترك تعليقًا