يلفظ العرب حرف القاف بستّ أشكال مختلفة، ومن العرب البعض من لا يميّز ما بين هذه الأصوات بالكتابة، ومنهم من يميّز أشكال كتابة مختلفة لتبيان التباين في أشكال صوت القاف. وهذه الأصوات الست هي:

• ق\ڧ قاف [q] هو في الأصل مجهور أصابه التهميس في معظم الألسنة، كما هو اليوم في العربية الفصحى (القياسية). أمّا صوت القاف المجهور فهو ما نسمعه اليوم مثلاً في لهجة مدينة الجزائر أو مدينة تعز في اليمن.
• گ\ڨ\ڭ القاف المجلجلة [g] وتسمّى كذلك القاف أقصى الحنكية المجهورة والقاف المغلظة والقاف اليابسة والقاف المعقودة، ويسمّيها البعض جهلاً بالقاف البدوية. وهي كذلك صوت الجيم غير المعطّشة، ومن أسمائها كذلك الكاف المجهورة والكاف غير لصريحة والمعقودة والعجمية. وهو صوت القاف الغالب في بلاد العرب وكان في زمن سيبويه هو القاف الفصحى.
• ك كاف [k] كصوت الكاف تماماً، والبعض يفخّمها. وهو إبدال قديم بين العرب، انحدر عن إبدال القاف خاء، ثمّ حُذفت الخرخرة فبقيت الكاف من الحنك بدل اللهاة.
• ج جيم معطّشة [d͡ʒ] كصوت الجيم الفارسية تماماً. وهو إبدال قديم تميّزت به قبائل الأزد حول الخليج العربية، ومن جاورهم. وعادة ما يرتبط إبدال القاف جيم، بإبدال الجيم ياء.
• غ\ڮ غين [ŋ] يشبه صوت الغين، صوت دُغمت فيه أصوات الغين والخاء أو الغين والنون. وهو صوت قديم عند العرب، أصله إبدال القاف خاء.
• ء نبرة [ʔ] كصوت الهمزة تماماً، وهو الصوت الأقدم. وقد أوردت المعاجم العربية مجموعة من الألفاظ رويت مرّة بالقاف، وأخرى بالهمزة، مع حمل الدلالة ذاتها، من ذلك مثلاً: “القوم زهاق مائة، وزهاء مائة”، بمعنى “قريب من ذلك”. ويقال: تأبّض وتقبّض، بمعنى: شدّ رجليه. وروى أبو عمر الشيباني: ” الفشق: انتشار النفس من الحرص، ويقال: ” تفشّأ الشيء: أي انتشر “. هذا التعدّد دليل قِدم نبرة القاف.

وفي اللّغة العربية القديمة، تعني كلمة قاف ثلاث أشياء: الجبل والنقرة (مؤخّرة العنق) وكليهنّ شيء واحد، والقرد، والكهف والخرم (خرم الإبرة) وكليهنّ شيء واحد.

وقديماً أبدل بعض العرب صوت القاف خاء، لسهولة انحدار صوت القاف المجهورة إلى خاء بالغرغرة (الخرخرة). ويُعتقد أنّ تحوّل القاف إلى مهموسة كان تسهيلاً لفصلها عن صوت الخاء ومنع هذا الإبدال بتمرين الحلق.

وللتوضيح:

القاف المجهورة: 

في نطق القاف المجهورة، يخرج الصوت عن عند اللّهاة في مؤخّرة الحلق، ويتم إنتاج الصوت عن طريق اهتزاز الحبال الصوتية داخل الحنجرة. هذا الصوت ينتج عندما تتقارب الحبال الصوتية فتمنع مرور الهواء، ثم يتم فتحها بسرعة للسماح بمرور الهواء الذي يتوجب تحت التأثير المفاجئ للجهد المبذول. وهو صوت ق الفصحى القديمة (التراثية).

القاف المهموسة: 

في نطق القاف المهموسة، يخرج الصوت من قبل اللّهاة في مؤخّرة الحلق حيث يخرج صوت ك خ غ. لا يتم اهتزاز الحبال الصوتية ولا يتم إنتاج صوت مجهور. بدلاً من ذلك، ينتج الصوت عن طريق تهوئة الهواء في التجويف الفموي. في بعض اللهجات العربية المحلية، يتم نطق الحرف “ق” بالطريقة المهموسة. وهو كذلك صوت ق الفصحى المعاصرة.

للمزيد أنصح بقراءة هذا البحث عن جامعة البلقاء التطبيقية.