الإعلانات
,

طبيعة الانطوائيّ

غالباً ما يبدو الانطوائيّين غامضين صموتين بالنسبة للمنفتحين، لكنّهم في الواقع يمتلكون بعض الصفات المميّزة تحت هدوئهم الخارجي. إذ يقال أنّ الانطوائيّون يميلون إلى امتلاك 2-3 أصدقاء مقرّبين فقط. هذه الدائرة الداخلية الانتقائية تسمح لهم برعاية علاقات أعمق وأكثر معنى. كما لا يحبّ الانطوائيّون أبداً طلب المساعدة من الآخرين. هم معتمدون على أنفسهم ويسعون إلى التعامل مع التحدّيات بمفردهم.

كما أنّ الانطوائيّين ثرثارين متى شعروا بالأمان وارتاحوا إليك. بينما قد لا يرتاح الانطوائيّون للغرباء بسرعة. وبمجرّد الشعور بالراحة، يمكن أن يصبح الانطوائيّين مندفعين، ممتعين، ومجانين. ويظهر جانبهم المرتاح المرتخي مع الأصدقاء الموثوقين فقط.

يحتفظ الانطوائيّون غالباً بمشاعرهم داخل أنفسهم. إذ يشعرون أنّ لا أحد يهتم فعلاً إلى سماع آلامهم. وفي ذات الوقت، من غير الحكمة دفع الانطوائيّين بالضغط الزائد. فهم يميلون إلى ابتلاع غضبهم حتى يصل إلى نقطة الغليان… ثمّ، الانفجار.

يقضي الانطوائيّون أغلب أوقاتهم في رؤوسهم، فيصنعون عالماً داخليّاً كثير التعقيد. لذا، فصمتهم يعني ببساطة أنّهم منغمسون بالتفكير. ويميل الانطوائيّون إلى ملاحظة التفاصيل الدقيقة التي يغفل عنها الآخرون. فهم مدركون لمحيطهم للغاية.

يقدّر الانطوائيّون علاقاتهم العاطفيّة، فكل شيء عاطفيّ لهم. هم أصدقاء وشركاء مخلصون يولون الأولويّة للوصال الودود على العلاقات العابرة. وعندما يضيء المنطوي بابتسامة، فإنه يذيب القلوب. وضحكهم، مع ندرته، ساحر بشكل ممتع.

وهكذا، يمكن اختصار طبيعة الانطوائيّين بأنّهم انتقائيّون في كلّ شيء، ثرثارون إلى الداخل، وإليك إذا ارتاحوا لوجودك، وسردهم الداخلي شديد الثراء. يفضّلون كبت المشاعر وكتم الغضب. ذوي ابتسامات جذّابة وطبيعة مجنونة، ونزعة استقلاليّة. شديدي الملاحظة والانتباه، وأفضل سماتهم هي الولاء.

من المهم هنا التمييز ما بين الإنسان الانطوائي والانسان المنطوي على نفسه. إذ غالباً ما يخلط الناس بين صفات الاثنين.

المنطوون يستمتعون بقضاء الوقت بمفردهم كما يستغرقون وقتًا أطول للاستعداد للتفاعلات الاجتماعية وقد يبدون خجولين أو منعزلين. وهذه حالة متغيّرة وناتجة عن مشكلة نفسية، وآثار تركتها طفولة عثِرة.

أما الانطوائيين فيستمتعون بالتأمل والتفكير وقد يكونون أكثر إبداعاً أو انفتاحاً ذهنياً، ما يدفعهم إلى عادات انطوائية. وسلوك الانطوائي هو نتيجة طبيعة اكتسبها بالوراثة، فهي في تكوينه وليست بتأثيرات تربوية أو اجتماعية.

غالبًا ما يشعر المنطوون بالتعب بعد التفاعلات الاجتماعية ولفترة طويلة، في حين غالباً ما يشعر الانطوائيون بالتعب بعد الانعزال بمفردهم لفترة طويلة.

الإعلانات

تبرّعك يساعدنا على الاستمرار، ويدعم تطوير هذا المحتوى العلمي

مرة واحدة
شهري
سنوي

تبرّع لمرّة واحدة

تبرّع شهريّاً

تبرّع سنويّاً

اختر المبلغ

€5.00
€15.00
€100.00
€5.00
€15.00
€100.00
€5.00
€15.00
€100.00

دعمك لنا مفيد جداً.

شكراً جزيلاً لدعمك.

نقدر على الاستمرار بفضل دعمك.

تبرّعتبرّعتبرّع

تعليقات

ردان على “طبيعة الانطوائيّ”

  1. صورة أفاتار 3aynwow
    3aynwow

    وكأن الإنطوائي حكايةٌ تنتظر قراءتها لاستكشاف عالمٌ خاص يتميز بالسكينة والروح الفنية المبدعة🌷محظوظّ هو من حظيَ بصديق انطوائي.

    إعجاب

    1. صورة أفاتار مؤنس بخاري

      شكراً على هذا التعليق الجميل. أتّفق معك تماماً، فغالباً ما يكون لدى الانطوائيين عالم داخلي غني ومميز. وبالفعل من يجد صديقاً انطوائيا يكون محظوظاً، لأنه سيكتشف شخصية عميقة وحساسة. يمتلك الإنطوائيون مواهب وإبداعات فريدة جداً، ولكنهم بحاجة لمن يفهمهم ويقدّرهم. أتمنى أن نتعلم جميعاً تقبل الاختلافات واحترام خصوصية الآخرين.

      Liked by 1 person

أضف تعليق

الإعلانات

إنشاء موقع إلكتروني أو مدونة على ووردبريس.كوم