بقلم: مؤنس بخاري و إلنورة عبداللهيڤا
English Edition on Medium from here
تعدّ عدم المساواة بين الجنسين مشكلة مستشرية في العديد من أنحاء العالم، حيث تواجه المرأة العديد من التحديات في حياتها اليوميّة. وهذا ينطبق بشكل خاص على أوزبكستان والعالم العربي، حيث تستمرّ الأدوار الجندريّة التقليديّة والتوقعات المجتمعيّة في تشكيل حياة المرأة بطرق معقّدة. وعلى الرغم من هذه التحدّيات، فإنّ المرأة في هذه المناطق قويّة ومتحمّلة ومصمّمة على خلق مستقبل أفضل لأنفسها ولأسرتها. في هذا المقال، سنستكشف حياة المرأة في أوزبكستان ونقارنها بتلك في سوريا ومصر والمغرب واليمن. سندرس التحدّيات التي تواجه المرأة في كلّ من هذه البلدان، وكذلك التقدّم الذي تم إحرازه في مجال المساواة بين الجنسين. وبشكل نهائي، هدفنا هو تسليط الضوء على تجارب المرأة في هذه المناطق والتعاطف مع الدعوة إلى تحقيق مزيد من المساواة بين الجنسين في جميع أنحاء العالم.





التحرّر من الأدوار الجندريّة التقليديّة: حياة المرأة في أوزبكستان ومقارنات مع سوريا ومصر والمغرب واليمن
تتشكّل حياة المرأة في أوزبكستان من مزيج معقّد من التقاليد والحداثة. وبينما انفصلت بعض النساء عن الأدوار الجندريّة التقليديّة والتوقّعات، ما زالت الكثير منهنّ يواجهن تحدّيات كبيرة في حياتهنّ اليوميّة. عند مقارنتهن بالنساء في سوريا ومصر والمملكة المغربيّة واليمن، فإنّه من الواضح أنّ الأدوار الجندريّة والتوقّعات المجتمعيّة تختلف بشكل كبير في عادات مختلفة.
في أوزبكستان، يُتوقّع من المرأة أن تُولي الأسرة والواجبات المنزليّة أولويّة على أهدافها وطموحاتها الشخصيّة. ويُتوقّع منها عادةً أن تتحمّل معظم مهام الأعمال المنزليّة، بما في ذلك الطهي والتنظيف ورعاية الأطفال، في حين يُعفى نظيرها الرجل عادةً من هذه المسؤوليّات. ويمكن أن يكون هذه الديناميكيّة عقبة، بشكل خاص، بالنسبة للنساء اللّواتي يرغبن في متابعة تعليمهن العالي أو العمل. وبالمقارنة، حقّقت المرأة في المملكة المغربيّة تقدّماً كبيراً خلال السنوات الأخيرة، حيث اتّخذت الحكومة قوانين لحماية حقوق المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين. ومع ذلك، لا تزال الأدوار الجندريّة التقليديّة والتوقّعات تلعب دوراً كبيراً في المجتمع المغربي، وتواجه العديد من النساء التمييز والتحرّش يومياً.

في سوريا، حقّقت النساء تقدّما كبيراً في العقود الأخيرة في النضال من أجل المساواة بين الجنسين. حيث تشكّل النساء الآن جزءاً كبيراً من القوى العاملة، وتسعى العديد منهنّ للحصول على التعليم العالي والعمل في مجالات متنوّعة. ومع ذلك، فإنّ الصراع الدائر في البلاد قد تسبّب في تأثير كارثي على حياة النساء، حيث يواجهن العنف والتشرّد بشكل كبير.

بالمقارنة، فإنّ النساء لا تزال تواجه تحدّيات كبيرة في مصر، ولكنهنّ كانوا في مقدّمة النضال من أجل الديمقراطيّة وحقوق الإنسان في البلاد. حيث كانت الناشطات المدافعات عن حقوق المرأة في مصر رؤوس حربة في الدفاع عن التغيير القانوني والاجتماعي لتحسين حياة النساء في البلد. وفي اليمن، تواجه النساء بعض أكبر التحدّيات في أيّ بلد في المنطقة، حيث يؤثّر الصراع العسكري المستمرّ على حياتهن بشكل كارثي. وعلى الرغم من هذه التحدّيات، فقد كانت النساء اليمنيّات في مقدّمة النضال من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البلاد.

على الرغم من فرص النموّ وعدم التمييز والتحرّش في مكان العمل، فإنّ الضغط على النساء الأوزبكيّات للامتثال للأدوار الجندريّة التقليديّة يمكن أن يكون مرهقاً بشكل كبير. فالنساء مطالبات بإدارة المهام المنزليّة والمسؤوليّات العمليّة، ويمكن أن يكون في هذا تحدّ كبير. فبالنسبة لبعض النساء، فإنّ أزواجهنّ لا يدعمونهنّ في العمل خارج المنزل، ممّا يزيد من الضغط للامتثال. ومع ذلك، هناك أيضاً حالات تشجيع الأمّهات الزوجات الجديدات على العمل، ونتيجة لذلك، تجد بعض النساء أنفسهنّ متقطّعات بين رغبتهنّ في مواصلة العمل والتوقّعات المفروضة عليهنّ من قِبل أسرهنّ والمجتمع. يمكن أن يرفع هذا الضغط من صعوبة الانفصال عن الأدوار الجندريّة التقليديّة وتحقيق إمكاناتهنّ بالكامل.

تشكّل ضغوط الزواج في سنّ مبكّرة أكبر تحدّيات يواجهها النساء في أوزبكستان. في بعض الحالات، تعتبر النساء اللّواتي تجاوزن سن الـ24 عاماً “منتهيات الصلاحية” مع فرص أقلّ للعثور على زوج جيّد. يمكن أن يكون هذا الضغط مرهقاً بشكل خاص على النساء اللّواتي يردن متابعة أهدافهنّ وطموحاتهنّ الشخصيّة قبل الاستقرار. وفي مصر، تواجه النساء أيضاً ضغطاً للزواج والبدء في الأسرة، حيث يواجهن توقّعات اجتماعية لإعطاء الأولويّة لأدوارهنّ كزوجات وأمهات على حساب أهدافهنّ الشخصيّة والطموحات.
وعلى الرغم من هذه التحدّيات، فإنّ نساء أوزبكستان قويّات ومتحمّسات ومصمّمات على خلق مستقبل أفضل لأنفسهنّ وعائلاتهن. حيث يرفض العديد منهنّ الأدوار الجندريّة التقليديّة والتوقّعات ويسعين للحصول على التعليم العالي والعمل في مجالات مختلفة. كما أنهنّ يدافعن عن المساواة بين الجنسين ويعملن على خلق مجتمع يمكن للنساء فيه متابعة أهدافهنّ وطموحاتهنّ. وتعمل الناشطات المدافعات عن حقوق المرأة في أوزبكستان بلا كلل لتوعية الرأي العام بالتحدّيات التي تواجه النساء في البلاد والدفاع عن المساواة بين الجنسين.

وفي الخلاصة، فإن الأدوار الجندريّة والتوقّعات الاجتماعيّة تختلف بشكل واسع في عادات مختلفة، ومع ذلك، فإن النساء في جميع أنحاء المنطقة يواجهن تحدّيات كبيرة في حياتهنّ اليوميّة. ومن المهمّ الاعتراف بالتقدّم الذي تمّ تحقيقه في النضال من أجل المساواة بين الجنسين في كلّ بلد، وفي الوقت نفسه، التعرّف على العمل الذي يجب القيام به حتّى يتمّ تحقيق المزيد. يمكننا جميعاً خلق مستقبل أفضل لجميع النساء في المنطقة، بما في ذلك تلك في أوزبكستان.

المصادر والمراجع:
- حقوق المرأة في أوزبكستان:
- حقوق المرأة في العالم العربي:
- المساواة بين الجنسين والنضال من أجل حقوق المرأة:
اترك تعليقًا